تدين أجيال منتصف القرن الماضي بالتقدير والاعتزاز لأهم عالم بشري في العصر الحديث , حيث تجلى فيه صفات ملائكة الرحمة وهي رسالة الطب الأصلية والتي منحها الله للأطباء لكي يرحموا العباد من وغثاء المرض , هذا المرض الذي كان يلتهم الألاف من الاطفال الصغار ويصيبهم بإعاقة قد تؤثر على نفسيتهم مدى الحياة , وقد تصبهم بالاكتئاب والوحدة النفسية , أنه مرض شلل الأطفال (Poliomyelitis) والذي اصبح قبل عام 1955 أكبر كابوس يخيف الاباء على حياة ابناءهم لكون مدمر عضو الحركة في الانسان ” الارجل ” وينظرون لا بناءهم بالحزن والضيق مما اصابهم من إعاقة .
أنه العالِم ” جوناس سالك Jonas Salk ” أحد أبرز العلماء المكتشفين في العصر الحديث , حيث وفقه الله في اكتشاف اللقاح المضاد لمرض شلل الاطفال (poliomyelitis) والذي يعد أكبر مشاكل الاطفال في القرون الماضية فيما يعرف ” children problems ” حيث قام بعمل عده اختبارات عديدة حتي تأكد من انه فعال ومؤثر ويؤتي ثمار سهره الليالي الطوال بالقضاء علي المرض نهائية , هذا العالم بدأ مشاوره في بداية عام 1952 واجرى اول تجربة على اللقاح الجديد له , لكنه لم يقدمه للعالم إلى بعد ان تأكد من فعاليته وذلك في عام 1955 .
لكن ” جوناس سالك ” قام بتطبيق مبدأ أبُقراط ابو الطب البشري بأن يكون الطبيب ملاك رحمة لا تاجر مال, حيث سالك جوناس بألا يبيع ثمره جهده في اكتشاف اللقاح إلى شركات الدواء العالمية لكي لا تأخذه وتقوم فرض تسعيرة خاصة تأتي على الفقراء بعدم الحصول على اللقاح , بل قام بعرض الصيغة الخاصة بلقاح شلل الاطفال على الناس لتقوم الدول بنفسها بإنتاج اللقاح واتاحته لجميع المواطنين باستخدامه سواء أغنياء او فقراء , حيث قدرت الشركات الدوائية بأن جوناس سالك اذا باع اكتشافه كان سيجني من وراءه ما لا يقل عن 7 مليارات دولار , إلا انه أبي وفضل انه يذكره الناس بفضل علم الله الذي وهبه إياه.
أصبحت شركات الأجهزة الطبيعة في مصر ومعظم بلدان العالم لا تقدم الاجهزة المساعدة لمصابي مرض شلل الاطفال , لان بفضل الله تابعت مؤسسات الدولة في مصر في أواسط الثمانيات بعمل حملات توعوية للأهالي وجميع المواطنين في المدن والقري بضرورة تطعيم ضد مرض شلل الاطفال , فبدأ الناس يستوعبون هذه الفكرة ويطعمون أولادهم حتي اصبحت مصر بفضل الله خالية من مرض شلل الاطفال (poliomyelitis) كما أعلنت منظمة اليونسكو بذلك , وعلى ذلك فإن الشركات التي تقدم اجهزة طبية حديثة أصبحت بمنأى عن تطوير الاجهزة المساعدة لمصابي مرض شلل الاطفال واصبحت خسائرها كبيرة وذلك يرجع إلى اكتشاف اللقاح المضاد لمرض شلل الاطفال (poliomyelitis) .
فقد تحقق حلم العالم جوناس سالك واصبح اكتشافه تقوم بتوزيعه الدول ففي مصر وزارة الصحة هي المسؤولة عن توزيع التطعيم على الناس كلهم بالمجان ولا يخضع لأي شركات الرعاية الطبية في مصر إلا الوزارة فقط, هذا عزز من انتشار المصل واصبح ضرورة من ضروريات حل أحد اكبر مشاكل الاطفال (children problems) في مصر.
لذلك يستحق هذا العالم كل تقدير وامتنان لان بالعلم الذي وهبه الله إليه خدم البشرية وتصدي لأي مطمع شخصي يحوله دون نشر الرحمة على الناس سواء فقراء أو أغنياء فالكل امام المرض سواء واصبح ايضا الدواء سواء للجميع.