اعتبر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أن الإسلاميين الذين وصلوا إلى السلطة عبر الانتخابات في مصر وتونس مسئولون جزئيا عن خسائرهم السياسية الأخيرة متهما إياهم بأنهم متصالحون جدا مع خصومهم. وفي تسجيل صوتي مدته 16 دقيقة بعنوان "التوحيد في مواجهة الطاغوت" بث الجمعة على مواقع إسلاميين متطرفين، تحدث الظواهري أساسا عن بلده مصر حيث قال إن السلطات المدعومة من الجيش تقوم بحرب على الإسلام بأمر من الولايات المتحدة وإسرائيل. وعزل الجيش المصري في الثالث من يوليو الماضي الرئيس الإسلامي محمد مرسي إثر تظاهرات حاشدة طالبت باستقالته وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. وقال الظواهري في الشريط الذي نقله أيضا موقع سايت الأمريكي المتخصص في متابعة المواقع الإسلامية المتطرفة إن "الغلظة والقسوة والفظاظة" في تعامل الجيش المصري مع أنصار مرسي "تثبت مدى حقد العسكر العلمانيين المتأمركين وأحلافهم من أعداء الإسلام على كل من ينتسب له"، مشددا على أن "العسكرية العلمانية وأحلافها وأعداء الإسلام يريدون أن يستأصلوا كل من يرفع شعار الإسلام". وفي 14 اغسطس أنهت السلطات المصرية بالقوة اعتصامين لانصار مرسي في القاهرة ما خلف مئات القتلى. كما تم توقيف اكثر من الفي اسلامي معظمهم من قيادات الإخوان. وتنظيم الإخوان المسلمين في خلاف مع القاعدة التي ترفض المشاركة في أي عملية ديمقراطية. واعتبر الظواهري أن الصراع بين قوات الأمن وأنصار مرسي هو "صراع ضد الإسلام، صراع ضد الشريعة، صراع ضد الاقرار بحق المولى سبحانه في التشريع صراع ضد استقلال الامة المسلمة وصراع ضد قيام الخلافة". ودعا الظواهري المصريين المسلمين إلى "أن يتصدوا لهذا التحالف الأمريكي الاسرائيلي العلماني الصليبي التي تقوده العلمانية العسكرية ليخلصوا مصر من هذه العصابة المجرمة التي قفزت على الحكم بالحديد والنار واستغلت تنازل بعض الفئات في لهثها وراء سراب التوافق الموهوم". واعتبر الظواهري أن "الماساة" ذاتها حدثت في تونس حيث وعد حزب النهضة الاسلامي الأسبوع الماضي باستقالة الحكومة تحت ضغط المعارضة بعد أزمة سياسية طويلة بدأت إثر اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في فبراير واستفحلت مع اغتيال المعارض القومي الناصري محمد البراهمي في يوليو 2013. وقال "في تونس تتكرر نفس المأساة، فمنهج التوافق مع أعداء الإسلام على حساب عقائد الإسلام وأحكامه وشرائعه يشهد اليوم فشلا ذريعا وسقوطا فظيعا. هاهم العلمانيون الذي سعى المتنازلون للتنازل لهم ينبذونهم ويتبرأون منهم ويتكبرون عليهم". وأصبح الظواهري زعيما للقاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن في غارة أمريكية بباكستان في مايو 2011.