صرخة قوية تخرج من أعماق صاحبها كأنها تحمل معها لهيبا، صرخة ترسم ملامحه المغبرة بالدخان ووجه المخضب بالدماء والعرق، صرخة تتجاوز حدود الصورة ثنائية الأبعاد المصمتة ليشعر كل من يراها أن صوتها يشق المدى الدامي حول صاحبها الشاب مخترقا حدود الزمان والمكان.
هي صرخة أحد معتصمي ميدان رابعة العدوية (شرقي القاهرة) والتي التقطها أحد ضحايا الفض يوم 14 أغسطس /آب الماضي، وتناقلتها منذ ذلك اليوم وسائل الإعلام كرمز للحدث الذي قالت تقارير حقوقية دولية إن السلطات المصرية استخدمت خلاله "القوة المفرطة" لفض المعتصمين الرافضين لعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي مما أدى لسقوط آلاف القتلى والجرحى.
وبعد مرور نحو خمسين يوما على فض الاعتصام الذي استمر 48 يوما، تم كشف سر صاحب الصرخة الشهيرة، وذلك بعدما تم اعتقاله الجمعة الماضية خلال مشاركته بمظاهرة منددة بـ"الانقلاب العسكري"، وصدور قرار من النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات معه بتهمة إثارة الشغب، أعقبها قرار آخر من النيابة الثلاثاء بحبسه لمدة 15 يوما بالتهمة ذاتها.
هو الشاب أنس شرف، من مواليد يناير/ كانون الثاني 1992، طالب بكلية العلوم بجامعة المنوفية بدلتا النيل، والذي رفض الكشف عن نفسه أو وضع صورته الشهيرة على حسابه بفيسبوك التي يظهر فيها وهو يصرخ وخلفه نار منبعثة من إطارات مشتعلة.
يحكي عبد الرحمن السقا، صديقه ومرافقه أثناء أحداث فض رابعة، لمراسل الأناضول، عن قصة هذه الصورة قائلا "هذه الصورة المعبرة قام بتصويرها الشهيد مصعب الشامي، مصور شبكة رصد، قبل أن يتم قنصه خلال الأحداث في اليوم ذاته".
بمواجهة الغاز
ويوضح السقا أن "الصورة التقطت تقريبا قبيل ظهر يوم فض الاعتصام حين بدأ من كانوا بجوار أنس ومن خلفه في حرق إطارات السيارات حتى يستطيعوا أن يصمدوا أمام قنابل الغاز المسيل للدموع الت
ويتابع "في هذه اللحظة كان أنس صامدا للغاية، يصرخ في وجه المعتدين: حسبي الله، إذ لم يكن متخيلا ما يحدث" مضيفا "الهتاف والصراخ كان إحدى أدواتنا كمعتصمين سلميين لا نملك ما نرد به على رصاص القناصة الذي كان يستهدفنا".
وأصر أنس -وفق صديقه السقا- علي قراره بعدم إعلان كونه صاحب الصورة أو الكتابة عنها بمذكراته عن الأحداث، كما رفض الظهور بوسائل إعلام عرفت بشخصيته وعلاقته بالصورة، مؤثرا كتمان الأمر.
صفحة أنس على "فيسبوك" كشفت كذلك الكثير من المشاعر التي رسمت تلك الصرخة الشهيرة، وأبرزها مقتل عمه بأحداث الحرس الجمهوري 8 يوليو/ تموز الماضي، ونشأة الشاب الرافض لعزل مرسي بمحافظة المنوفية المعروفة بمعارضتها للرئيس المنتخب، وكونها موطن الرئيس السابق محمد حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، والتي على أثارها صار مرسي أول رئيس مدني منتخب بتاريخ مصر منذ إعلان الجمهورية عام 1953.
فعلى صفحته يقول أنس بمنشورات سابقة إنه كان يلح أكثر من مرة علي مواطني المنوفية للمشاركة بالفعاليات الاحتجاجية، لكن يبدو أن نداءاته لم تلق الاستجابة المرجوة، فيعلن عن غضبه قائلا "مش هقعد (لن أبقى) بالمنوفية بعد الزواج" بيد أنه يؤكد أنه حتى التفكير بخطوة الزواج مؤجل لأنه "حاليا مش بفكر في حاجة (لا أفكر في شيء) غير أني أجيب حق عمي وإخواتي الشهداء وبس (فقط)".
المصدر:وكالة الأناضول
ي كانت تطلق على المعتصمين بكثافة غير عادية" فظهرت النيران في الصورة، خلف أنس وهو يصرخ.
هي صرخة أحد معتصمي ميدان رابعة العدوية (شرقي القاهرة) والتي التقطها أحد ضحايا الفض يوم 14 أغسطس /آب الماضي، وتناقلتها منذ ذلك اليوم وسائل الإعلام كرمز للحدث الذي قالت تقارير حقوقية دولية إن السلطات المصرية استخدمت خلاله "القوة المفرطة" لفض المعتصمين الرافضين لعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي مما أدى لسقوط آلاف القتلى والجرحى.
وبعد مرور نحو خمسين يوما على فض الاعتصام الذي استمر 48 يوما، تم كشف سر صاحب الصرخة الشهيرة، وذلك بعدما تم اعتقاله الجمعة الماضية خلال مشاركته بمظاهرة منددة بـ"الانقلاب العسكري"، وصدور قرار من النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات معه بتهمة إثارة الشغب، أعقبها قرار آخر من النيابة الثلاثاء بحبسه لمدة 15 يوما بالتهمة ذاتها.
هو الشاب أنس شرف، من مواليد يناير/ كانون الثاني 1992، طالب بكلية العلوم بجامعة المنوفية بدلتا النيل، والذي رفض الكشف عن نفسه أو وضع صورته الشهيرة على حسابه بفيسبوك التي يظهر فيها وهو يصرخ وخلفه نار منبعثة من إطارات مشتعلة.
يحكي عبد الرحمن السقا، صديقه ومرافقه أثناء أحداث فض رابعة، لمراسل الأناضول، عن قصة هذه الصورة قائلا "هذه الصورة المعبرة قام بتصويرها الشهيد مصعب الشامي، مصور شبكة رصد، قبل أن يتم قنصه خلال الأحداث في اليوم ذاته".
بمواجهة الغاز
ويوضح السقا أن "الصورة التقطت تقريبا قبيل ظهر يوم فض الاعتصام حين بدأ من كانوا بجوار أنس ومن خلفه في حرق إطارات السيارات حتى يستطيعوا أن يصمدوا أمام قنابل الغاز المسيل للدموع الت
ويتابع "في هذه اللحظة كان أنس صامدا للغاية، يصرخ في وجه المعتدين: حسبي الله، إذ لم يكن متخيلا ما يحدث" مضيفا "الهتاف والصراخ كان إحدى أدواتنا كمعتصمين سلميين لا نملك ما نرد به على رصاص القناصة الذي كان يستهدفنا".
وأصر أنس -وفق صديقه السقا- علي قراره بعدم إعلان كونه صاحب الصورة أو الكتابة عنها بمذكراته عن الأحداث، كما رفض الظهور بوسائل إعلام عرفت بشخصيته وعلاقته بالصورة، مؤثرا كتمان الأمر.
صفحة أنس على "فيسبوك" كشفت كذلك الكثير من المشاعر التي رسمت تلك الصرخة الشهيرة، وأبرزها مقتل عمه بأحداث الحرس الجمهوري 8 يوليو/ تموز الماضي، ونشأة الشاب الرافض لعزل مرسي بمحافظة المنوفية المعروفة بمعارضتها للرئيس المنتخب، وكونها موطن الرئيس السابق محمد حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، والتي على أثارها صار مرسي أول رئيس مدني منتخب بتاريخ مصر منذ إعلان الجمهورية عام 1953.
فعلى صفحته يقول أنس بمنشورات سابقة إنه كان يلح أكثر من مرة علي مواطني المنوفية للمشاركة بالفعاليات الاحتجاجية، لكن يبدو أن نداءاته لم تلق الاستجابة المرجوة، فيعلن عن غضبه قائلا "مش هقعد (لن أبقى) بالمنوفية بعد الزواج" بيد أنه يؤكد أنه حتى التفكير بخطوة الزواج مؤجل لأنه "حاليا مش بفكر في حاجة (لا أفكر في شيء) غير أني أجيب حق عمي وإخواتي الشهداء وبس (فقط)".
المصدر:وكالة الأناضول
ي كانت تطلق على المعتصمين بكثافة غير عادية" فظهرت النيران في الصورة، خلف أنس وهو يصرخ.