وزير الخارجية الأمريكي السابق: كان القرار الذي اتخذناه في الساعات الأولى للحرب هو عدم السماح بهزيمة إسرائيل ذلك
مقتل 2600 إسرائيلي كان ضربة قاسية وتعهدت لمبعوثي تل أبيب بضخ المساعدات وبدأنا في تزويدهم بالفانتوم
مائير أرادت زيارة واشنطن وطلب المساعدة من نيكسون بعد خسائرها الباهظة على الجبهة
طلبت تل أبيب وقف النار واقترحنا على بريطانيا القيام بذلك فرفضت ووافقت استراليا لكن السادات عارض
السادات شعر بالثقة المفرطة في ظل الانتصارات التي حققها وقرر عدم الاكتفاء بالخط الذي وصل إليه
قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، إن حرب أكتوبر 1973، آخر الحروب بين مصر وإسرائيل انتهت دون تحقيق انتصار عسكري لكلا الطرفين. وفي رده على سؤال: "من انتصر في حرب أكتوبر"؟، أجاب كيسنجر ـ في مقابلة سيبثها بالتليفزيون الإسرائيلي بدءًا من 13 أكتوبر الجاري ـ بقوله: "لم يكن هناك انتصار واضح؛ لقد أثبتت إسرائيل أن الجيوش العربية المدعومة سوفيتيا لا يمكنها هزيمتها، خاصة أن إسرائيل تمتعت بدعم أمريكي مماثل، ولهذا عندما تعافت قواتها من المفاجأة المصرية عملت بفعالية وجرأة". لكنه أشار إلى "أنها (إسرائيل) تعلمت درسًا جديدًا، فسقوط 2600 من جنودها قتلى كان ضربة قاسية لها، لكن بعد 40 عامًا تحسن وضع إسرائيل، فهي الآن عضو مقبول بالمجتمع الدولي، وشاركت في مسيرة سلام مع أحد المشاركين في الحرب، إلا أن تلك الأخيرة كان تجربة مؤلمة لها"، وفق ما نقلت صحيفة "هاآرتس" عن مقتطفات من المقابلة. وعن شهادته عن الحرب، قال كيسنجر "في الأيام الثلاث الأولى قيل لنا إن الجيش المصري سيُباد وإن القوات الإسرائيلي ستعبر قناة السويس، وكان تحركاتنا الدبلوماسية معتمدة على تلك الافتراضات، الإشارة الأولى على أن الأمور تغيرت كان صباح يوم الثلاثاء التاسع من أكتوبر، عندما زارني السفير الإسرائيلي وملحقه العسكري اللواء موطيه جور، وقالوا لي إن إسرائيل تكبدت خسائر باهظة على الجبهة المصرية وإن جولدا (مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك) تريد المجئ لواشنطن لتطلب من الرئيس (ريتشارد) نيكسون المساعدة، قلت لهم أنني سأبلغ الرئيس بأخر المستجدات، وفعلت، وأوصيتهم ألا تغادر مائير إسرائيل في ذروة الحرب وتأتي لواشنطن طالبة المساعدة، كي لا يفسر الجانب الثاني الأمر كعلامة على الضعف الشديد". وأضاف "فيما يتعلق بالجانب العسكري، أبلغت المبعوثين الإسرائيليين بأننا ملتزمون بتعويض النقص الإسرائيلي في ظل الخسائر وأنهم في استطاعتهم استخدام الاحتياطي العسكري الذي لديهم، وأن الولايات المتحدة ستعود وتضخ لهم المساعدات العسكرية، وبدأنا في تزويدهم بطائرات الفانتوم". وأردف كيسنجر قائلاً: "كان القرار الذي اتخذناه في الساعات الأولى للحرب، هو عدم السماح بهزيمة إسرائيل وعمل كل ما يلزم لتجنب ذلك، كنا مصممين أيضا على أن تكون هناك مبادرة سلام في أعقاب الحرب، شريطة ألا تأتي تلك المبادرة بعد هزيمة إسرائيلية، لهذا عندما طلب تل أبيب وقف إطلاق النار رأيت أن هذه فكرة غير حكيمة، لكن بعدها اقترحنا على طرف ثالث أن يقترح هو وقف النار بدلاً من إسرائيل، عرضنا على بريطانيا هذا الدور ورفضت، ووافقت استراليا لكن السادات رفض". وفي إجابته على سؤال: "لماذا رفض السادات، رغم أنه حقق هدفه بعبور قواته للقناة؟"، أجاب كيسنجر" أعتقد أن السبب في ذلك هو شعور السادات بالثقة المفرطة في ظل الانتصارات التي حققها، لهذا قرر عدم الاكتفاء بالخط الذي وصل إليه، والذي كان يبعد عن القناة عدة كيلومترات، والتحرك في اتجاه المضائق الجبلية أي متلا والجدي، لهذا قام السادات صباح الأحد 14 أكتوبر بهجوم مدرع، وكانت نتيجة المعركة عكس الأسبوع السابق لها، حيث فقدت مصر مئات الدبابات في تلك الأيام، وكان هذا مقدمة لعبور القناة في الاتجاه المضاد". وعن قرار مائير بعدم القيام بضربة استباقية صباح يوم الحرب، قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق: "نحن نتحدث عن حرب قامت في الساعة الثانية ظهرا من نفس اليوم، لهذا فالسؤال هو (إلى أي درجة ستكون الضربة المستبقة فعالة، دون أن يكون سلاح الجو الإسرائيلي مستعدا للعمل ضد المنظومة الدفاعية الصاروخية التي نصبها السوفييت على طول قناة السويس) لهذا فأنا اعتقد أن قرار جولدا كان معقولاً". وأضاف كيسنجر "يوم 5 أكتوبر أبلغتنا إسرائيل أن هناك قلقًا من الحرب، لكن لا يوجد أي خطر محدد من أي نوع، هناك فقط تخوف إزاء تركيزات القوات التي علمنا بها والتي يمكنها أن تكون على درجة عالية من الخطورة". وفيما يتعلق برؤيته للرئيس السادات، قال كيسنجر "لم نعرف شيئا عن السادات عندما وصل للرئاسة في مصر، كانت تقديراتنا أنه لن يبقى في موقعه أكثر من عام، لم يكن أحد ما ينظر إلى السادات بجدية"، وفي سؤال من معدي الحلقات عن استهانة تل أبيب بتهديدات السادات بشن الحرب أوضح المسئول الأمريكي "لقد أطلق السادات تهديدات كثيرة ضد تل أبيب على مدار فترة زمنية طويلة، ووفقا لتقديراتنا لم يكن للسادات القدرة العسكرية على تنفيذ تهديداته، وكانت تلك عي تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، التي وصلتنا مرارا وتكرارا".
مقتل 2600 إسرائيلي كان ضربة قاسية وتعهدت لمبعوثي تل أبيب بضخ المساعدات وبدأنا في تزويدهم بالفانتوم
مائير أرادت زيارة واشنطن وطلب المساعدة من نيكسون بعد خسائرها الباهظة على الجبهة
طلبت تل أبيب وقف النار واقترحنا على بريطانيا القيام بذلك فرفضت ووافقت استراليا لكن السادات عارض
السادات شعر بالثقة المفرطة في ظل الانتصارات التي حققها وقرر عدم الاكتفاء بالخط الذي وصل إليه
قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، إن حرب أكتوبر 1973، آخر الحروب بين مصر وإسرائيل انتهت دون تحقيق انتصار عسكري لكلا الطرفين. وفي رده على سؤال: "من انتصر في حرب أكتوبر"؟، أجاب كيسنجر ـ في مقابلة سيبثها بالتليفزيون الإسرائيلي بدءًا من 13 أكتوبر الجاري ـ بقوله: "لم يكن هناك انتصار واضح؛ لقد أثبتت إسرائيل أن الجيوش العربية المدعومة سوفيتيا لا يمكنها هزيمتها، خاصة أن إسرائيل تمتعت بدعم أمريكي مماثل، ولهذا عندما تعافت قواتها من المفاجأة المصرية عملت بفعالية وجرأة". لكنه أشار إلى "أنها (إسرائيل) تعلمت درسًا جديدًا، فسقوط 2600 من جنودها قتلى كان ضربة قاسية لها، لكن بعد 40 عامًا تحسن وضع إسرائيل، فهي الآن عضو مقبول بالمجتمع الدولي، وشاركت في مسيرة سلام مع أحد المشاركين في الحرب، إلا أن تلك الأخيرة كان تجربة مؤلمة لها"، وفق ما نقلت صحيفة "هاآرتس" عن مقتطفات من المقابلة. وعن شهادته عن الحرب، قال كيسنجر "في الأيام الثلاث الأولى قيل لنا إن الجيش المصري سيُباد وإن القوات الإسرائيلي ستعبر قناة السويس، وكان تحركاتنا الدبلوماسية معتمدة على تلك الافتراضات، الإشارة الأولى على أن الأمور تغيرت كان صباح يوم الثلاثاء التاسع من أكتوبر، عندما زارني السفير الإسرائيلي وملحقه العسكري اللواء موطيه جور، وقالوا لي إن إسرائيل تكبدت خسائر باهظة على الجبهة المصرية وإن جولدا (مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك) تريد المجئ لواشنطن لتطلب من الرئيس (ريتشارد) نيكسون المساعدة، قلت لهم أنني سأبلغ الرئيس بأخر المستجدات، وفعلت، وأوصيتهم ألا تغادر مائير إسرائيل في ذروة الحرب وتأتي لواشنطن طالبة المساعدة، كي لا يفسر الجانب الثاني الأمر كعلامة على الضعف الشديد". وأضاف "فيما يتعلق بالجانب العسكري، أبلغت المبعوثين الإسرائيليين بأننا ملتزمون بتعويض النقص الإسرائيلي في ظل الخسائر وأنهم في استطاعتهم استخدام الاحتياطي العسكري الذي لديهم، وأن الولايات المتحدة ستعود وتضخ لهم المساعدات العسكرية، وبدأنا في تزويدهم بطائرات الفانتوم". وأردف كيسنجر قائلاً: "كان القرار الذي اتخذناه في الساعات الأولى للحرب، هو عدم السماح بهزيمة إسرائيل وعمل كل ما يلزم لتجنب ذلك، كنا مصممين أيضا على أن تكون هناك مبادرة سلام في أعقاب الحرب، شريطة ألا تأتي تلك المبادرة بعد هزيمة إسرائيلية، لهذا عندما طلب تل أبيب وقف إطلاق النار رأيت أن هذه فكرة غير حكيمة، لكن بعدها اقترحنا على طرف ثالث أن يقترح هو وقف النار بدلاً من إسرائيل، عرضنا على بريطانيا هذا الدور ورفضت، ووافقت استراليا لكن السادات رفض". وفي إجابته على سؤال: "لماذا رفض السادات، رغم أنه حقق هدفه بعبور قواته للقناة؟"، أجاب كيسنجر" أعتقد أن السبب في ذلك هو شعور السادات بالثقة المفرطة في ظل الانتصارات التي حققها، لهذا قرر عدم الاكتفاء بالخط الذي وصل إليه، والذي كان يبعد عن القناة عدة كيلومترات، والتحرك في اتجاه المضائق الجبلية أي متلا والجدي، لهذا قام السادات صباح الأحد 14 أكتوبر بهجوم مدرع، وكانت نتيجة المعركة عكس الأسبوع السابق لها، حيث فقدت مصر مئات الدبابات في تلك الأيام، وكان هذا مقدمة لعبور القناة في الاتجاه المضاد". وعن قرار مائير بعدم القيام بضربة استباقية صباح يوم الحرب، قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق: "نحن نتحدث عن حرب قامت في الساعة الثانية ظهرا من نفس اليوم، لهذا فالسؤال هو (إلى أي درجة ستكون الضربة المستبقة فعالة، دون أن يكون سلاح الجو الإسرائيلي مستعدا للعمل ضد المنظومة الدفاعية الصاروخية التي نصبها السوفييت على طول قناة السويس) لهذا فأنا اعتقد أن قرار جولدا كان معقولاً". وأضاف كيسنجر "يوم 5 أكتوبر أبلغتنا إسرائيل أن هناك قلقًا من الحرب، لكن لا يوجد أي خطر محدد من أي نوع، هناك فقط تخوف إزاء تركيزات القوات التي علمنا بها والتي يمكنها أن تكون على درجة عالية من الخطورة". وفيما يتعلق برؤيته للرئيس السادات، قال كيسنجر "لم نعرف شيئا عن السادات عندما وصل للرئاسة في مصر، كانت تقديراتنا أنه لن يبقى في موقعه أكثر من عام، لم يكن أحد ما ينظر إلى السادات بجدية"، وفي سؤال من معدي الحلقات عن استهانة تل أبيب بتهديدات السادات بشن الحرب أوضح المسئول الأمريكي "لقد أطلق السادات تهديدات كثيرة ضد تل أبيب على مدار فترة زمنية طويلة، ووفقا لتقديراتنا لم يكن للسادات القدرة العسكرية على تنفيذ تهديداته، وكانت تلك عي تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، التي وصلتنا مرارا وتكرارا".