معايير الإنجاب لدى البشر تختلف عن المخلوقات الأخرى؛ ففي عالم الحيوان تحدد موارد الأرض النسبة التي يستقر عندها عدد القطيع؛ أما لدى البشر فلا يحدث هذا بالضرورة بدليل تناسل الشعوب الفقيرة بنسبة كبيرة وسريعة (رغم تناقص الموارد) وبنسبة بطيئة وقليلة لدى الشعوب المتقدمة (رغم تخمة الطعام ووفرة الموارد).
خذ كمثال نسبة التناسل العالية في أفغانستان وسيراليون واليمن (وهي من أفقر دول العالم)؛ وفي المقابل ثباتها وتراجعها في دول غنية مثل ألمانيا وأسبانيا والدنمرك واليابان!
.. وما أراه شخصيا ان العامل الأهم (في تحديد معدل الإنجاب لدى البشر) هو مستوى العائلة الأكاديمي والاجتماعي؛ فكما أن الشعوب المتقدمة تتناسل بنسبة أقل من الشعوب المتخلفة تنجب العائلات الراقية أطفالا أقل من العائلات الفقيرة.. وإذا تأملت من حولك جيدا ستلاحظ ان شهادة الأم الأكاديمية - وليست حبوب منع الحمل - هي من يحدد عدد الأطفال في كل عائلة.. وما سيحدث مستقبلا - ويحدث هذه الأيام في السعودية - هو ذاته ما يحدث اليوم في الدول المتقدمة حيث تتساوى نسبة الوفيات مع المواليد - وبالتالي قد يثبت عدد السكان لدينا بعد جيلين من الآن!
- والآن دعونا نتحدث قليلا عن عالم المخلوقات.. وتحديدا عالم الميكروبات!!
قبل فترة بسيطة بعثت للمشتركين في "جوال حول العالم" رسالة جاء فيها: ".. والبكتيريا سريعة التناسل والتضاعف لدرجة لو تركت بلا ضابط لغطت سطح الأرض خلال أربعة أيام فقط"
- السؤال المضاد هو: ولماذا إذا لم تغطِ سطح الأرض حتى الآن!؟
.. الجواب يعود الى عام 1679 حين اخترع طبيب هولندي يدعى لوفينهوك المجهر وشاهد لأول مرة بكتيريا حميدة تعشعش بين أسنانه.. والجميل أن لوفينهوك لم يكتف برصد البكتيريا بل أخذ عينة وتركها تتعفن لمعرفة الى أي حد ستنمو وتتكاثر. وبعد عدة تجارب لاحظ ان نمو البكتيريا يتوقف دائما عند حد معين (وتحديدا حين تعجز العينة عن تزويدها بالغذاء ومقومات الحياة الأخرى)..
وهذه الظاهرة (وتدعى التوقف التلقائي عن التكاثر) لوحظت لاحقا حتى في عالم الحيوان ؛ فالحيوانات تتناسل بالقدر الذي يملأ محيطها الحيوي ثم تتوقف بشكل (أوتوماتيكي) سواء تحدثنا عن الجمال أو الفئران أو الغزلان أو حتى الخرفان في الحظائر.. وفي حال كانت البيئة ذاتها محصورة وضيقة يستحيل أن تجد أكثر من سوستين في كل بوصة دقيق، أو خمسة فئران في كيس أرز واحد، أو أفعى واحدة لكل ثلاثة جرذان بالحقل - وكل من ربى الحمام مثلي لاحظ انها تتوقف عن التبويض حين يمتلئ القفص ثم تعود للتبويض مجددا حين توضع في قفص أكبر!!
* وحين لاحظ لوفنهوك هذه الظاهرة في بكتيريا الفم خطر بباله السؤال التالي:
لو تصورنا كوكب الأرض مجرد عينة (يمكن وضعها تحت المجهر) فكم سيتحمل من البشر !!؟
في ذلك الوقت - كما هو اليوم - لم يملك أحد المعطيات الكافية للاجابة عن هذا السؤال ؛ غير ان هولندا كانت حينها من أكثر بلدان الأرض كثافة (حيث يعيش 300 مواطن في الميل المربع) وبناء عليه افترض لوفينهوك ان كوكب الأرض لن يتحمل مستقبلا أكثر من13 مليار نسمة يعيشون فوقه بشكل مريح!!
ومنذ ذلك الحين خرجت أكثر من 88 دراسة تحاول الإجابة على نفس السؤال وتفاوتت النتائج ما بين مليار واحد الى الف مليار من البشر. وفي حين تهتم معظم الدراسات بكمية المياه العذبة والمحاصيل الغذائية المتوفرة تضيف دراسات أخرى عوامل محتملة مثل المناخ والاقتصاد ومخزون الطاقة ووفرة الأوكسجين - وبالطبع قدرة البشر على حل المشاكل المهددة لبقائهم!
.. كل هذه العوامل والمتغيرات تجعل من الصعب الإجابة عن هذا السؤال - خصوصا أن قدرات الدول ذاتها تتفاوت في استيعاب البشر..
.. وما يزيد الأمر صعوبة أن هناك عاملا إضافيا مهما لم أعثر عليه في أي دراسة هو قول الشاعر:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها.. ولكن أخلاق الرجال تضيق
خذ كمثال نسبة التناسل العالية في أفغانستان وسيراليون واليمن (وهي من أفقر دول العالم)؛ وفي المقابل ثباتها وتراجعها في دول غنية مثل ألمانيا وأسبانيا والدنمرك واليابان!
.. وما أراه شخصيا ان العامل الأهم (في تحديد معدل الإنجاب لدى البشر) هو مستوى العائلة الأكاديمي والاجتماعي؛ فكما أن الشعوب المتقدمة تتناسل بنسبة أقل من الشعوب المتخلفة تنجب العائلات الراقية أطفالا أقل من العائلات الفقيرة.. وإذا تأملت من حولك جيدا ستلاحظ ان شهادة الأم الأكاديمية - وليست حبوب منع الحمل - هي من يحدد عدد الأطفال في كل عائلة.. وما سيحدث مستقبلا - ويحدث هذه الأيام في السعودية - هو ذاته ما يحدث اليوم في الدول المتقدمة حيث تتساوى نسبة الوفيات مع المواليد - وبالتالي قد يثبت عدد السكان لدينا بعد جيلين من الآن!
- والآن دعونا نتحدث قليلا عن عالم المخلوقات.. وتحديدا عالم الميكروبات!!
قبل فترة بسيطة بعثت للمشتركين في "جوال حول العالم" رسالة جاء فيها: ".. والبكتيريا سريعة التناسل والتضاعف لدرجة لو تركت بلا ضابط لغطت سطح الأرض خلال أربعة أيام فقط"
- السؤال المضاد هو: ولماذا إذا لم تغطِ سطح الأرض حتى الآن!؟
.. الجواب يعود الى عام 1679 حين اخترع طبيب هولندي يدعى لوفينهوك المجهر وشاهد لأول مرة بكتيريا حميدة تعشعش بين أسنانه.. والجميل أن لوفينهوك لم يكتف برصد البكتيريا بل أخذ عينة وتركها تتعفن لمعرفة الى أي حد ستنمو وتتكاثر. وبعد عدة تجارب لاحظ ان نمو البكتيريا يتوقف دائما عند حد معين (وتحديدا حين تعجز العينة عن تزويدها بالغذاء ومقومات الحياة الأخرى)..
وهذه الظاهرة (وتدعى التوقف التلقائي عن التكاثر) لوحظت لاحقا حتى في عالم الحيوان ؛ فالحيوانات تتناسل بالقدر الذي يملأ محيطها الحيوي ثم تتوقف بشكل (أوتوماتيكي) سواء تحدثنا عن الجمال أو الفئران أو الغزلان أو حتى الخرفان في الحظائر.. وفي حال كانت البيئة ذاتها محصورة وضيقة يستحيل أن تجد أكثر من سوستين في كل بوصة دقيق، أو خمسة فئران في كيس أرز واحد، أو أفعى واحدة لكل ثلاثة جرذان بالحقل - وكل من ربى الحمام مثلي لاحظ انها تتوقف عن التبويض حين يمتلئ القفص ثم تعود للتبويض مجددا حين توضع في قفص أكبر!!
* وحين لاحظ لوفنهوك هذه الظاهرة في بكتيريا الفم خطر بباله السؤال التالي:
لو تصورنا كوكب الأرض مجرد عينة (يمكن وضعها تحت المجهر) فكم سيتحمل من البشر !!؟
في ذلك الوقت - كما هو اليوم - لم يملك أحد المعطيات الكافية للاجابة عن هذا السؤال ؛ غير ان هولندا كانت حينها من أكثر بلدان الأرض كثافة (حيث يعيش 300 مواطن في الميل المربع) وبناء عليه افترض لوفينهوك ان كوكب الأرض لن يتحمل مستقبلا أكثر من13 مليار نسمة يعيشون فوقه بشكل مريح!!
ومنذ ذلك الحين خرجت أكثر من 88 دراسة تحاول الإجابة على نفس السؤال وتفاوتت النتائج ما بين مليار واحد الى الف مليار من البشر. وفي حين تهتم معظم الدراسات بكمية المياه العذبة والمحاصيل الغذائية المتوفرة تضيف دراسات أخرى عوامل محتملة مثل المناخ والاقتصاد ومخزون الطاقة ووفرة الأوكسجين - وبالطبع قدرة البشر على حل المشاكل المهددة لبقائهم!
.. كل هذه العوامل والمتغيرات تجعل من الصعب الإجابة عن هذا السؤال - خصوصا أن قدرات الدول ذاتها تتفاوت في استيعاب البشر..
.. وما يزيد الأمر صعوبة أن هناك عاملا إضافيا مهما لم أعثر عليه في أي دراسة هو قول الشاعر:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها.. ولكن أخلاق الرجال تضيق