الاهرام : ما بين قتلى وانهيار للمنازل وغرق المزارع.. يعيش السودان منذ أيام تحت رحمة أقوى فيضان نيل لم تشهد مثله منذ خمس سنوات، دمر في طريقه نحو 60 قرية، و10 آلاف منزل، وترك مثلها مهددا بالسقوط، وأصبح أهلها ينامون في العراء وسط برك المياه، أغلبهم في ولايات أم درمان والخرطوم والجزيرة، وذلك حسب تصريحات مسئولين حكوميين سودانيين.
وفي فيديو بثته قناة الشروق الفضائية السودانية، يظهر مدى حجم الدمار الذى لحق بالسودان جراء هذا الفيضان.
كانت سحب كثيفة قادمة من الهضبة الإثيوبية، تسببت في الأمطار التي هطلت بكثافة على الولايات السودانية، والتي خلفت وراءها مئات القتلى والمصابين.
وناشد عدد من أهالى تلك القرى بضرورة إرسال المساعدات العاجلة إليهم، حيث إنهم ينامون في العراء وسط مستنقعات المياه، فضلا عن النقص الشديد في الأدوية.. ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه المسئولون السودانيون أن يقوموا بحصر القرى المتضررة لإرسال تلك الإعانات لهم، ومراجعة استراتيجية الإيواء وحشد المنظمات للمساهمة في مساعدة المضارين.
كما دعت منظمة التعاون الإسلامي الدول الأعضاء والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات العاجة للسودان لمواجهة السيول والفيضان.
وقال الدكتور نار نور الدين خبير المياه، إن أقوى الفيضانات في تاريخ السودان كانت في الأربعنيات، لافتا إلى أنه أول فيضان قوي منذ خمس سنوات؛ لأننا نعيش في زمن السنوات العجاف طوال الخمس سنوات الماضية.
وأشار إلى أن الأضرار وقعت في ولايتي النيل الأزرق وكسلا اللتين يأتي منهما الفيضان للنيل الأزرق هو فقط الذي يفيض، بالإضافة إلى أنه يقوم بترسيب نحو 6 ملايين طن طمي سنويا في سد الروصيرس، وهذا يقلل من سعته التخزينية لذلك يعتقد السودان أن بناء السدود في إثيوبيا في صالحها لأنه سيقلل إطماء خزان الروصيرس، ويسمح بتعليته لتصل سعته إلى 10 مليارات متر مكعب بدلا من 7 حاليًا.
وأضاف: نفس الأمر في سد وخزان خشم القربة على نيل عطبرة والذي يتأثر أيضا بالفيضانات بشدة، لافتا إلى أن السودان يصل إليه سنويا نحو 194 مليون طن من الطمي وكان يصل منها نحو 140 مليون طن إلى مصر أصبحت الآن تترسب في مدخل بحيرة السد في الأراضي السودانية حتى تقع 150 كم منها في السودان و350 كم في مصر.